الجسد والشهوة (5)
دعوني من جديد ان اتطرق الى فكرة جديدة. كيف لي أن اكون ان لم اشارك ؟ وفي الحقيقة إن لم اقلد ! كيف لنا مقاومة إغراء مجتمع يستهلك نفوس وطاقات الشباب ؟ اغراء من جميع الاتجاهات يحاصرنا كأنها نار تحرق بكل هدوء غابة خضراء جميلة.
لنأخذ هذا المثال بكل صراحة ! اليوم ومن خلال لقائي بمجموعة من الشباب المخطوبين الذين يتأهلون لنيل سر الزواج ارى ان الاستعداد الجسدي والمادي هما الطاغيان على أفكارهم.
قبل كل شي حجز القاعة وهنا يبدأ مشوار أصحاب القاعات لاستهلاك طاقة الشباب ماديا قبل كل شي وجسديا فعل الشاب العمل المستمر لكي يستطيع أن يرضي من حوله وان يشبع جشع أصحاب القاعات. كيف له مقاومة هذا التيار ؟ لا يستطيع.
منذ بداية التحضير وحتى لحظة الخروج العريس والعروسة من بيتهما كم من الأقاويل و القهقهات واخبار واحداث تسمع وتشاهد هنا وهناك. وكم من رائحة عطر تسد الأنوف وكم من لباس فاني يُغري هدوء عيوننا.
ومتى اصبح لنا الوقت نطلب موعد الزواج في الكنيسة ! اثناء الاكليل المقربين فقط يحضرون الإكليل فهذا ليس بالمهم بالنسبة للجميع. فالزواج هو الحفلة اما الحضور للصلاة لا داعي له.
العروسان اثناء الاكليل منشغلين امام الكاميرا بالزهور و بلباس العروس وجمال شعرها ورموشها ولا ننسى اظافرها وبشرتها. في الحفلة الجميع حاضر فهذا هو المهم والناس في مشاهدة ممتعة. ولا ننسى مستوى الأغاني وكلماتها.لا اريد ان اكتب المزيد لأننا نعرف كل شي.
في كل هذا يرون سر الوجود. لا يدركون بان هذا كله يمزق الزواج.
نعم من جديد اغراء من جميع الجهات ! الوقت يمضي والمخطوبين يتعرفون على أصحاب القاعات أكثر من بعضهم. أين الصلاة والتحضير الروحي لقدسية الزواج ؟ وبعد الزواج الصحوة الكبيرة، لماذا تزوجت؟ والدين المادي؟
هذه الظاهرة لا تقتصر على إكليل الزواج لكن ايضا على الاسرار الاخرى ، العماذ والتناول. أصبحنا ضحية هذا التقليد الفاني.
ما العمل ؟
أن لا نكون ضحية لجشع وطمع الآخرين بل نكون أولاد الله بالحق
فالحق يحررنا.
د.مازن نوئيل
سلام ومحبة