مهندس الاستغلال

هل وجدت نفسك في علاقة تجعل حياتك تدور حول شخص واحد، يستنزف مشاعرك وطاقتك وكأنك مُجبر على العطاء بلا مقابل؟

العلاقة مع المستغِل: وحش يرتدي قناع الحاجة

هذه العلاقة ليست مجرد تجربة مؤلمة، بل هي شبكة معقدة من السيطرة والتلاعب تجعلك تفقد ذاتك ببطء. المستغل هو شخص يُتقن استنزافك بكل الطرق الممكنة، يستهلك مشاعرك، وقتك، أموالك، وحتى كرامتك دون أدنى شعور بالندم أو التقدير.

كيف يتصرف المستغل؟

• لعبة السيطرة:
  المستغل يعرف كيف يجعلك تشعر بالذنب أو الحاجة. يبدأ بالتظاهر بالاحتياج أو الضعف، ثم يتسلل إلى حياتك كأنه لا يستطيع الاستغناء عنك، ليبدأ بعد ذلك في التحكم بك واستغلالك بشكل ممنهج.
  
  
• التلاعب العاطفي:
  يستغل حبك أو تعاطفك لتلبية احتياجاته، ويستخدم الكلمات والوعود الفارغة لإبقائك تحت سيطرته. “أنت الوحيد الذي أفهمه” أو “بدونك سأضيع” هي مجرد أمثلة لما يقوله ليُبقيك أسيرًا.
  
  
• الرشوة العاطفية:
  يقدم لك لحظات قصيرة من اللطف أو الحب، لكنها ليست إلا فخًا لاستمرار سيطرته عليك. يجعلك تشعر بأن هذه اللحظات دليل على حبه، بينما الحقيقة أنه يمنحك أقل القليل ليبقيك قريبًا.
  
  
• تحطيم الذات:
  يُشعرك بأنك لا تستحق الأفضل، وأن وجوده في حياتك هو نعمة يجب أن تتمسك بها. يُدخلك في دوامة من الشك في ذاتك وقيمتك، ويجعلك تعتقد أن ما يقدمه هو أقصى ما يمكنك الحصول عليه.
  
  

لماذا يبقى البعض في هذه العلاقة؟

المشكلة الأكبر ليست في المستغل، بل في الشخص الذي يقبل بهذا الاستغلال. أحيانًا، يكون السبب هو شعور عميق بعدم الاستحقاق، أو خوف من الوحدة، أو اعتقاد بأن الحب يعني التضحية مهما كان الثمن.

كيف تحمي نفسك من المستغل؟

1. ضع حدودًا واضحة:
    أي علاقة تتجاوز حدود الاحترام أو تتسبب في أذى عاطفي أو مادي يجب أن تنتهي فورًا.
   
   
2. تعلم قول “لا”:
    لا تسمح لأي شخص، مهما كان قريبًا، بأن يخترق مساحتك أو يستغل مشاعرك. كلمة “لا” هي أقوى أسلحتك.
   
   
3. صدق أنك تستحق الأفضل:
    عندما تؤمن بأنك تستحق الحب، السعادة، والاحترام، ستنعكس هذه القناعة على اختياراتك.
   
   

الخلاصة:

المستغل ليس مجرد شخص، بل هو اختبار لإيمانك بنفسك وقيمتك. إذا وجدت نفسك في علاقة مع مستغل، لا تنتظر حتى تفقد كل شيء. انهِ العلاقة، واستعد قوتك، وابدأ رحلة علاج ذاتك من كل ما جعلك تقبل بهذا الاستغلال. تذكر: نحن نختار ما نؤمن أننا نستحقه.

سلام ومحبة

د. مازن نوئيل