الشخصية الإسقاطية

محتوى المقالة

الشخصية الإسقاطية

هل سبق وأن شعرت بمشاعر قوية تجاه شخص غريب دون سبب واضح؟ حب جارف أو غضب شديد من أول لقاء؟

كم من علاقاتنا تتأرجح بين الحب من النظرة الأولى، والكراهية من أول كلمة، والغضب الذي ينفجر بلا سبب، وربما حتى الشهوات التي تجتاح بلا مقدمات؟ كل هذه المشاعر التي تتفجر من أعماقنا، ليست بالضرورة مشاعر حقيقية تجاه من نراهم اليوم، بل هي مشاعر قديمة معاد توجيهها نحو أشخاص جدد.

العلاقات المؤذية بين الناس هي كالأسرار العتيقة التي تنبعث من أعمق زوايا النفس، لا يراها إلا من امتلك الشجاعة للتأمل في نفسه بصدق.

في هذا النوع من العلاقات، يكون هناك طرف واحد قد حبس قلبه في صندوق مشاعر قديمة، مخبأة بعناية وحنين. كأن قلبه يعيش ذكريات قديمة، تجاه شخص آخر لم يعد حاضرًا. ربما كان حبيبًا قديمًا، أو معلمًا مؤثرًا، أو حتى أبًا أو أمًا. الغريب أن هذا الشخص لا يتعامل مع شريكه الحالي، بل مع ذلك الظل من الماضي الذي يطوف في زوايا نفسه. يكرر ردود الفعل القديمة، ذات الكلمات، وذات النظرات، وكأن شريكه هذا هو امتداد لذلك الشخص من الماضي.

تجد أحدهم يرى فتاة في الشارع، لم يسبق له أن رآها من قبل، فيشعر بحب جارف تجاهها دون مقدمات، ودون سبب واضح. لكنه لا يدري أن هذا الحب ليس حبًا جديدًا؛ بل هو إحساس قديم، كان مدفونًا تجاه شخص آخر، ربما معلمته في الابتدائية، أو قريبة له، أو حتى والدته. لكن عقله يعيد توجيه تلك المشاعر نحو هذه الفتاة التي أصبحت تجسد له صورة من الماضي.

أو ربما تجد شخصًا يشعر بغضب شديد تجاه أحدهم، غضب لا يتناسب مع الموقف، ويظل يتساءل عن سببه. هو لا يدرك أن هذا الغضب ليس نابعًا من الشخص أمامه؛ بل هو غضب دفين تجاه شخص آخر من الماضي، ربما كان صديقًا خذله، أو جارا أساء إليه، أو حتى والده.

فكيف نعرف إذا كانت مشاعرنا حقيقية تجاه الشخص أمامنا، أم أنها مشاعر قديمة تُعاد توجيهها؟

حين تجد مشاعرك تتدفق بسرعة كبيرة، وبدون مبرر حقيقي، ربما آن الأوان لتتساءل: هل ترى حقًا من أمامك؟ أم أنك تتعامل مع شبح من الماضي، من خلال هذا الشخص؟

حينها، افتح عينيك.. وانظر بصدق. افتح أذنيك.. واستمع بانتباه. افتح قلبك.. واستقبل بوعي

سلام ومحبة

د.مازن نوئيل

حجز موعد استشارة اونلاين مجانية

يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مجانية مع دكتور مازن

اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *