Rationalization

التبرير النفسي (Rationalization)

محتوى المقالة

التبرير النفسي (Rationalization): مفهومه وأهميته

تعريف التبرير

التبرير النفسي هو آلية دفاعية يستخدمها العقل لتبرير أو تفسير سلوكيات أو قرارات أو مشاعر غير مقبولة بطريقة تبدو عقلانية ومقبولة، بهدف حماية الذات من الشعور بالذنب أو الحرج. يُعدّ التبرير وسيلة يلجأ إليها الإنسان لتقليل التوتر النفسي الناتج عن تعارض بين ما يشعر به أو يفعله وبين معاييره أو توقعاته.

أمثلة على التبرير

  1. في العمل: شخص لا يحصل على الترقية يقول:
  • “لم أرغب بها حقًا، فالمسؤوليات الجديدة ستكون مرهقة.”
  1. في العلاقات: شخص يتعرض للرفض في علاقة عاطفية يقول:
  • “كان الطرف الآخر غير مناسب لي منذ البداية.”
  1. في السلوكيات اليومية: شخص يتناول أطعمة غير صحية يقول:
  • “أنا أتناول هذه الوجبة لأنني مرهق وأستحق مكافأة.”
  1. في الفشل الدراسي: طالب لم يذاكر جيدًا يقول:
  • “الامتحان كان صعبًا للغاية، ولم يكن هناك وقت كافٍ للتحضير.”

فائدة فهم التبرير

  1. تخفيف التوتر الداخلي: التبرير يُعتبر وسيلة مؤقتة لتقليل التوتر الناتج عن المشاعر السلبية أو الإحباط.
  2. الوعي بالذات: إدراك التبرير يساعد الإنسان على مواجهة نفسه بصدق وتحقيق فهم أعمق لمشاعره وسلوكياته.
  3. تحسين اتخاذ القرارات: فهم الأسباب الحقيقية وراء السلوكيات يقلل من الوقوع في أخطاء متكررة ويُعزز النمو الشخصي.
  4. بناء علاقات صحية: التخلص من التبريرات الزائفة يؤدي إلى تواصل أكثر شفافية مع الآخرين.

خطوات للتعامل مع التبرير

  1. الوعي بالمشكلة: اسأل نفسك: هل أبرر لتجنب الشعور بالذنب أو لتبرير فشل؟
  2. تحليل الأسباب الحقيقية: بدلاً من تقديم أعذار، حاول فهم السبب الجذري لسلوكك.
  3. التحدث بصدق مع نفسك: قم بمواجهة مخاوفك وأخطائك بشجاعة وبدون تجميل.
  4. طلب المساعدة: استعن بمعالج نفسي إذا وجدت صعوبة في مواجهة الحقيقة.

الجانب الروحي: التبرير وعلاقته بالسلام الداخلي

رسالة روحية:
 التبرير قد يبدو حلاً سريعًا لتجنب مواجهة الحقيقة، لكنه غالبًا يُبقي الإنسان عالقًا في دائرة من الخداع الذاتي. في علاقتك مع الله، التبرير يمكن أن يكون عائقًا أمام النمو الروحي. الله يدعوك دائمًا إلى الصدق مع نفسك، لأن الاعتراف بالحقيقة هو أول خطوة نحو التحرر.

كيف تواجه التبرير روحيًا؟

  1. الصلاة والتوبة: تحدث مع الله بصدق، واطلب منه القوة لمواجهة مخاوفك وأخطائك دون أعذار.
  2. التواضع: اعترف بأنك قد تُخطئ، وأن التعلم من الخطأ هو جزء من النمو.
  3. الإيمان بالرحمة: تذكر أن الله رحيم، وأنه يسامح كل من يواجه نفسه بشجاعة ويطلب التغيير.
  4. التأمل: خصص وقتًا للتفكير بهدوء في أفعالك ومواقفك، واسأل نفسك: “هل أعيش بصدق؟”

ختامًا:
 التبرير قد يكون درعًا واهيًا يقيك من مواجهة الحقيقة، لكن الحقيقة وحدها هي ما يحررك. دع الله يقودك نحو نور الصدق، لأن الصدق مع نفسك هو أول خطوة نحو السلام الداخلي والنمو الروحي. اختر أن تكون صادقًا، حتى لو كان الطريق شاقًا، لأن النهاية دائمًا تستحق.

د. مازن نوئيل

سلام ومحبة

 

أمثلة على أسلوب التبرير والكلمات المستخدمة:

تبرير الفشل:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “لم أكن مهتمًا حقًا بالنجاح في هذا الأمر.”
    • “حتى لو حاولت، الظروف كانت ضدّي.”
  • السياق: شخص فشل في امتحان أو مشروع ويستخدم هذه العبارات لتجنب الشعور بالذنب أو الإحباط.

تبرير السلوكيات غير الصحية:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “أحتاج إلى التدخين لأخفف الضغط.”
    • “أكل الحلوى هو الطريقة الوحيدة لإسعاد نفسي الآن.”
  • السياق: شخص يتبنى عادات غير صحية ويبررها على أنها ضرورة مؤقتة.

تبرير الأخطاء في العلاقات:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “أنا لم أخطئ، ولكنك دائمًا تضغط عليّ.”
    • “تصرفي كان رد فعل طبيعي لما قمت به أنت.”
  • السياق: شخص يُلقي اللوم على الطرف الآخر لتبرير سلوك غير لائق.

تبرير تأجيل المهام:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “لا أعمل جيدًا تحت الضغط، لذلك سأبدأ لاحقًا.”
    • “أنا بحاجة إلى الراحة الآن لأتمكن من الإنجاز بشكل أفضل.”
  • السياق: شخص يماطل ويستخدم هذه العبارات لتبرير تأجيل العمل.

تبرير الغيرة أو الحسد:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “هو نجح فقط لأن لديه معارف أو حظ.”
    • “لو كنت في مكانه، كنت سأفعل أفضل منه بكثير.”
  • السياق: شخص يشعر بالغيرة لكنه يحاول تحويلها إلى نقد للآخرين.

تبرير القرارات الخاطئة:

  • الكلمات المستخدمة:
    • “لم يكن لدي خيار آخر، كنت مضطرًا لذلك.”
    • “اتخذت القرار بسرعة لأن الوضع كان فوضويًا.”
  • السياق: شخص يحاول تفسير موقفه لتجنب النقد أو اللوم.

السمات المميزة لأسلوب التبرير:

  • تحميل المسؤولية للعوامل الخارجية: “الظروف هي السبب.”
  • إضفاء طابع عقلاني: “كان الخيار المنطقي الوحيد.”
  • التقليل من أهمية المشكلة: “لا يهم، الجميع يفعل ذلك.”
  • توجيه اللوم للآخرين: “لست أنا المشكلة، بل الآخرين.”

فهم هذا الأسلوب يساعدك على التعرف على التبرير سواء عند نفسك أو في تفاعلك مع الآخرين، مما يمكن أن يؤدي إلى مواجهته بوعي أكبر.

حجز موعد استشارة اونلاين

يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مع دكتور مازن

اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *