الشخصية العاكسة

الشخصية العاكسة

جاذبية الجروح النفسية: لماذا ننجذب للأشخاص الذين يعكسون ماضينا؟

هل سبق أن وجدت نفسك مع شخص ينجذب إليك بشكل غريب وكأنك تمثل جزءًا مفقودًا من ذاته؟ ربما شعرت بتعلق سريع، أو حتى بانجذاب غير منطقي نحو شخص ما لا تعرفه جيدًا، لكنه مع ذلك يثير فيك مشاعر مألوفة؟ الحقيقة هي أن كثيرًا من الناس لا ينجذبون إلى الآخرين لمجرد الصفات السطحية أو الجاذبية الشكلية؛ بل لأنهم يرون فيهم انعكاسًا لجروحهم أو احتياجاتهم النفسية العميقة.

تخيل أنك تشعر بعدم الأمان الداخلي، أو تعاني من نقص في الثقة بالنفس. في هذه الحالة، قد تجد نفسك تبحث عن شخص يجعلك تشعر بالقبول أو يوفر لك شعورًا بالأمان، حتى وإن كان هذا الشخص يحمل صفات قد تؤذيك. وكأن العقل اللاواعي لديك يحاول تعويض مشاعرك غير المريحة عبر هذا التعلق، أو يسعى بطريقة غير واعية لتكرار سيناريوهات الماضي المؤلمة بغية الوصول إلى “النهاية السعيدة” التي لم تتحقق من قبل.

وفي أحيان أخرى، تجد أنك تكرر نفس النمط مع الأشخاص مرارًا وتكرارًا، كأنك عالق في دائرة مغلقة، تبحث فيها عن إجابات أو حلول لجروح قديمة من خلال أشخاص جدد. إن لم تتوقف لحظة وتسأل نفسك: لماذا أستمر في جذب هذا النوع من الأشخاص إلى حياتي؟ فقد تظل تدور في نفس الدوامة، تحاول الشفاء ولكن من خلال نفس الأنماط التي سببت الجرح أصلاً.

ما الحل إذًا؟ أن تكون مدركًا لأنماطك هو الخطوة الأولى. اسأل نفسك: هل هناك شيء داخلي يجعلني أبحث عن هذا النوع من العلاقات؟ هل هناك جرح لم يلتئم بعد يجعلني أحتاج إلى هذا النوع من الأشخاص؟ ربما العلاج النفسي يساعدك في فهم أعمق لأسبابك، وإعادة توجيه اختياراتك.

فكر في بناء حدود صحية تحميك من الوقوع في دائرة التعلق المرضي، واختر أشخاصًا يعززون قيمك وأهدافك ويشجعونك على النمو بدلًا من تثبيطك. اكتشف أنك قادر على أن تشعر بالسعادة دون الحاجة للبحث عنها في الآخرين. تعلم أن تكون سندًا لنفسك، فبعض الأمور يجب أن تأتي من داخلك، لا من الخارج.

تذكر، أنت تستحق أن تكون في علاقة تُبنى على الاحترام المتبادل والوعي، علاقة تجعلك تنمو وتزدهر، لا علاقة تستنزفك وتعيدك لجروح لم تشفَ.

سلام ومحبة