العين الزرقاء أم عين الإيمان؟

محتوى المقالة

كيف نتجنب الزائف ونسلك طريق الخلاص الحقيقي؟

في زحمة الحياة، قد نجد أنفسنا أحياناً نبحث عن رموز، عن أشياء تبدو وكأنها تحمينا من المجهول، من الحسد، من الشرور. “العين الزرقاء” هي إحدى تلك الرموز التي شاعت في ثقافتنا، تُعلّق على الأبواب والجدران، تُحمل كحلية، وكأنها درع يصد عنا الأذى. لكن، هل توقفنا يوماً لنفكر بعمق في هذه المعتقدات؟ هل هذه الرموز فعلاً تمنحنا الأمان، أم أنها مجرد قناع نخفي وراءه مخاوفنا؟

الإيمان الحقيقي لا يحتاج إلى رموز تُعلّق أو تُرتدى، بل هو نور داخلي يُبدد كل ظلام. المسيح، حين دعا الإنسان للإيمان به، قال: “أنا هو الطريق والحق والحياة”. في هذه الكلمات، وعدٌ بالحماية والسلام، ليس من خلال أشياء ملموسة، بل عبر علاقة روحية عميقة بيننا وبين الله.

عندما نعتمد على رموز مثل “العين الزرقاء”، فإننا نقيّد أنفسنا بقيود وهمية، ونبتعد عن القوة الحقيقية التي يقدمها لنا الإيمان. في لحظات الخوف والضعف، لا تحتاج إلى شيء تراه عيناك، بل إلى صوت داخلي يقول: “لا تخف، أنا معك”. هذه هي الحماية الحقيقية، ليست في رمز، بل في وعد إلهي ثابت لا يتغير.

لكن لماذا يهرب البعض إلى هذه الرموز؟ ربما لأن الخوف يجعلنا نبحث عن أي ضمان ملموس، عن أي شيء يطمئننا ولو للحظة. المجتمع، بثقافته المتوارثة، يعزز هذه المعتقدات، وكأن الإنسان لا يمكنه مواجهة الشرور دونها. لكنها مجرد قناع، هش وضعيف، لا يمنح القلب سلاماً حقيقياً.

الإيمان بالمسيح ليس مجرد معتقد، بل هو علاقة تحررنا من كل قيد. في هذه العلاقة، نجد أنفسنا محاطين بنعمة وسلام يفوقان كل تصور. في كل مرة نشعر بالخوف، يدعونا الله للالتفات إليه، لنضع أعباءنا عند قدميه، ونستمد القوة من كلماته.

إن التخلي عن هذه المعتقدات الزائفة هو خطوة نحو الحرية الروحية. تخيل حياةً لا تحتاج فيها إلى رموز خارجية لتشعر بالأمان. حياة تجد فيها السلام الحقيقي في قلبك، سلام لا يعتمد على شيء سوى الإيمان العميق بمن يستطيع أن يحميك حقاً.

اليوم، دعنا نأخذ خطوة للخلف، ونسأل أنفسنا: هل نثق فعلاً في الله كما يجب؟ أم أننا لا زلنا نبحث عن ضمانات إضافية خارج وعده؟ حان الوقت لنضع ثقتنا بالكامل في المسيح، ولنتخلى عن كل ما يعيق علاقتنا به.

دعوة للتغيير

ما الذي يمنعك اليوم من التخلي عن كل ما يُثقل قلبك من معتقدات خاوية؟ تأمل في هذه الدعوة العميقة: الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد للحياة والسلام. كلما زادت ثقتك به، كلما اكتشفت عمق القوة التي تتوفر لك.

الخيار بين يديك: هل ستبقى عالقًا في مخاوف العالم، أم ستختار الحرية والسلام في المسيح؟

لنكن شجعاناً، ولنُعلِن: سلامي ليس في عين زرقاء، بل في إله أعطاني وعداً بالحماية والخلاص.

 

سلام ومحبة

د.مازن نوئيل

حجز موعد استشارة اونلاين مجانية

يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مجانية مع دكتور مازن

اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *