سر الزواج (10)
ما نتصوره زواج لكن ليس هو زواج !
١. تغيير ال status في الصفحات الاجتماعية من اعزب الى متزوج لا يعني بأن سر الزواج قد اكتمل. إن سر الزواج يبدأ من البركة الكنسية في يوم الزواج ويستمر من خلال الصلاة والعمل الجاد من الطرفين لإكمال ما قد بدأوا به. المشكلة تبدأ حينما يتحول تركيزنا من تلك البركة الكنسية إلى التركيز في ما هو يعلن في الصفحات الاجتماعية فننسى الأساس ونهتم بماهو ليس أساس. و تبدأ العلاقة بالضعف وتتكون فجوة بين الطرفين وقد لا نستغرب حينما نشاهد بعد فترة تغيير ال status من المتزوج إلى أعزب من جديد.
عزيزي ، حينما تتزوج اهتم بشريك حياتك أكثر من أي شي آخر.
٢. وتستمر المشكلة في الحقيقة منذ شهر العسل ، فعلى المتزوجين الجدد بدلاً من اكتشاف بعض والبقاء في وحدة مع بعضهم ، يقومون بمشاركة صورهم ومنها قد تكون شبه عارية. لا أعرف ما المتعة من مشاركة الصور في الصفحات الاجتماعية وأنتم في بداية المشوار ! ألا تشعرون أنكم تبتعدون عن بعض ؟ فشهوة التعليقات هي التي تملى الفراغ الناتج بين الطرفين. ومع الوقت تكبر الفجوة بين الطرفين !
عزيزي، أعظم مشاركة هي فقط مع شريك الحياة ، لأنه لا يوجد أجمل من خصوصية الزواج.
٣. بعد مدة تضاف مئات الصور ليوم الزواج في الصفحات الاجتماعية. وهذه علامة على أن شهر العسل انتهى وعادت الحياة إلى روتينها وما علينا إلا أن نملأ أوقات الفراغ. مئات الصور مع مئات التعليقات ومنها مجاملات لا تحصى. كم من الوقت نخسره ؟
عزيزي ، كانت للعذراء صورة واحدة فقط شاركت بها الله والإنسانية جمعاء وهي حينما قالت ” أنا أمةُ الرب “.
٤. أحياناً كثيراً أتعجب من معايدة الأب والأم لطفلهم حديث الولادة أو لمباركته مثلاً بعيد ميلاده الأول ! ” كل عام وأنت بخير ، أنت أحلى هدية …إلخ”. كيف ؟ وهو عمره سنه أو أقل لا يعرف أن يقرأ شيئاً. لمن نكتب ؟ هل نحتاج إلى هذه المعايدة ؟ أم في الحقيقة هذه أيضا إدمان جديد ، والغريب أننا ندافع عنه بطرق مختلفة كالتحضر أو عصر التكنولوجيا أو الحرية أو .. لكن لا أجد هناك منطق من أن أُعايد طفلي الذي لا يستطيع القراءة. ألا يكفي حضنه وقبلة من الأم و الأب للطفل ؟ أم شهوة التعليقات هي أعظم ! مع الوقت تكبر الفجوة !
عزيزي، الذي يحتاجه الطفل هو أن يسمع صلاة الأهل أكثر من أن نخدع أنفسنا بأنه يقرأ ما نكتبه !
٥. هناك من يقوم برسم وشم على جسمه دليل على حبه لشريك حياته ! جميل ،لكن علينا دوماً أن نسأل أنفسنا لماذا هذا ؟ كأن الخواتم ليست كافية ، تلك الخواتم التي تباركت من الكنيسة منذ فترة الخطوبة. التي هي علامة الشركة المقدسة بين الطرفين ! لا يكفي هذا ؟ الواضح لا . ويجب علينا أيضاً مشاركة صورة الوشم في الصفحات الاجتماعية ! من جديد شهوة التعليقات هي أعظم ! مع الوقت تكبر الفجوة !
عزيزاي ، أنتما مطبوعان في قلب الكنيسة ، أنتما في سر مقدس لا تحتاجون إلى شيء آخر.
٦. وهناك وهناك من مفارقات كثيرة تزيد من الفجوة ! وأعظمها حينما نحاول حل المشاكل أيضاً من خلال الصفحات الاجتماعية. فمنهم من يهدد بإزالة صورة ومنهم من يكتب جملة ليُسمع الطرف الآخر ومنهم من يصلي لأن الحوار مات بينهم ! جريمة بحق الزواج !
عزيزي ،نحتاج الى الحب مع بعض لتقليص الفجوة وليس إلى شيء آخر.
علينا أن نتساءل،
كم من الوقت تخصص العائلة لقراءة الكتاب المقدس مع بعض ؟
كم من الوقت تخصص العائلة للصلاة مع بعض ؟
أين يسوع من هذا كله ،
أحبائي !
الزواج ليس مسرحية بفصول مختلفة نحاول عرضها للجميع ! لا نحتاج إلى جمهور يصفق ، يضحك أو يبكي مثلها مثل المسرحيات.
ما نحتاجه في الحقيقة هو إله حي يشارك في عمق العلاقة
إلى صفحات الكتاب المقدس وليس إلى الصفحات الاجتماعية
إلى صور الله وليس تشهير بصورنا
إلى الحديث مع شريك يستطيع أن يقرأ ويصغي وليس مع الهواء الطلق
إلى الصلاة مع شريك وعيش حياة ملؤها التوبة والغفران
تذكر ما قاله يسوع
وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا. ( لوقا ٤٢:١٠)
سلام ومحبة
د.مازن نوئيل