سر الزواج (4)
لماذا الزواج ؟ مازلنا في هذا السؤال لأنه هو جوهر الموضوع وبما أنه تحدثنا عن الجوهر فهناك من يتصور بأن جوهر الزواج مبني على :
دعوني أتحدث بصراحة ! على ماذا مبني هذا الجوهر ؟
هل الجوهر مبني على عدد المعازيم في الحفلة ؟ إذا كان العدد مثلاً فوق ٤٠٠ شخص هل هذا يعني أن جوهر الزواج رائع ؟ بصراحة لا
هل هو مبني إذا كان هناك فرقة موسيقية في الحفلة أم دي جي ؟ مثلاًإاذا جلبنا فرقة فهذا قد يدل على جوهر عميق في الزواج ؟ بصراحة لا
هل الجوهر مبني على الفستان أو لبس العريس ؟ إذا كان سعره باهظاً قد نتصور بأن جوهر الزواج عميق ! بصراحة لا
هل الجوهر مبني على عدد و نوعية الأكلات التي تقدم في الحفلة ؟ كلما ازدادت كلما كان الجوهر عميقاً ! بصراحة لا.
هل هو مبني على الصور وعدد اللايكات في الصفحات الاجتماعية ؟ على نوعية بطاقة الدعوة ؟ على نوعية البيت التي يسكنان فيها ؟ على مقدار الذهب ؟ كل هذا لا يعكس أي عمق لجوهر الزواج…
لا بل كل هذا وأكثر يعكس كم نحن أصبحنا نعبد الأشياء وكأنها المادة هي التي تعطي قيمة للإنسان ! ننسى أن الإنسان في جوهره هو من يعطي قيمة للأشياء !
التقليد والفخفخة على حساب الجوهر هما أمراض معدية تصيب العلاقات. كيف لا واليوم إذا اقترب موعد الزواج فالمخطوبين ليس لديهم الوقت للحضور للصلاة أو الكنيسة ! وقتهم محصور بين هذا وذاك وهذا اللون وتلك المعلقة وهذه المنضدة وذاك الخ…
أي جوهر نتحدث عنه أثناء التحضير للزواج !
أليس من المفروض أن يكون الوقت فقط مخصص لاكتشاف أحدهما الآخر أكثر كلما اقترب الموعد !
أليس المفروض أن يكون وقتهما مخصص للرب من أجل أن يبارك حياتهم أكثر !
أليس من المفروض أن يشعرا بهدوء وسكينة بدلاً من الركض وراء المادة ! لهذا نشاهد الانفجار الكبير بعد الزواج ! كل شي لا طعم ولا لون ،ولا رائحة له. لا بل تبدأ رائحة الابتعاد وطعم المرارة ولون الوحدانية تظهر يوماً بعد يوم. لماذا ؟ لأننا كنا نتصور أننا نحن في جوهر الزواج ولكن نكتشف أننا في القاع !
الجوهر يحتاج إلى شيء واحد وهو الله
والله يحتاج إلى قلبين محبين لبعضهما
والقلبين يحتاجان جسدين يتعانقان
والجسدين يحتاجان إلى كيانين يتركان العالم و يكونان لبعضهما
والكيانين يحتاجان إلى صلاة
والصلاة هي مع الله !
أحبائي
إذا كان الجوهر مقدس فكل شيء ينبع منه مقدس حتى إن كان كل شيء بسيطاً !
وإن كان الجوهر فارغاً فكل شيء ينبع منه فارغ حتى إن كان كل شي عظيماً !
فأفخم حفلة وأعظم فرقة وأروع ملابس لا تعكس جوهر سر الزواج
نظرة بعين الآخر تكفي أن تقول أنتَ / أنتِ جوهر الزواج
“إن نعمة سر الزواج تهدف إلى رفع الحبّ بين الزوجين إلى درجة الكمال” تعليم الكنيسة ١٦٤١ الكاثولكية
(يتبع..)
لا تتردد بالنشر أو التعليق