لماذا الزواج ؟ مازلنا في هذا السؤال لأنه هو جوهر الموضوع وبما أنه تحدثنا عن الجوهر فهناك من يتصور بأن جوهر الزواج مبني على :

دعوني أتحدث بصراحة ! على ماذا مبني هذا الجوهر ؟

هل الجوهر مبني على عدد المعازيم في الحفلة ؟ إذا كان العدد مثلاً فوق ٤٠٠ شخص هل هذا يعني أن جوهر الزواج رائع ؟ بصراحة لا

هل هو مبني إذا كان هناك فرقة موسيقية في الحفلة أم دي جي ؟ مثلاًإاذا جلبنا فرقة فهذا قد يدل على جوهر عميق في الزواج ؟ بصراحة لا

هل الجوهر مبني على الفستان أو لبس العريس ؟ إذا كان سعره باهظاً قد نتصور بأن جوهر الزواج عميق ! بصراحة لا

هل الجوهر مبني على عدد و نوعية الأكلات التي تقدم في الحفلة ؟ كلما ازدادت كلما كان الجوهر عميقاً ! بصراحة لا.

هل هو مبني على الصور وعدد اللايكات في الصفحات الاجتماعية ؟ على نوعية بطاقة الدعوة ؟ على نوعية البيت التي يسكنان فيها ؟ على مقدار الذهب ؟ كل هذا لا يعكس أي عمق لجوهر الزواج…

 

لا بل كل هذا وأكثر يعكس كم نحن أصبحنا نعبد الأشياء وكأنها المادة هي التي تعطي قيمة للإنسان ! ننسى أن الإنسان في جوهره هو من يعطي قيمة للأشياء !

التقليد والفخفخة على حساب الجوهر هما أمراض معدية تصيب العلاقات. كيف لا واليوم إذا اقترب موعد الزواج فالمخطوبين ليس لديهم الوقت للحضور للصلاة أو الكنيسة ! وقتهم محصور بين هذا وذاك وهذا اللون وتلك المعلقة وهذه المنضدة وذاك الخ…

أي جوهر نتحدث عنه أثناء التحضير للزواج !

أليس من المفروض أن يكون الوقت فقط مخصص لاكتشاف أحدهما الآخر أكثر كلما اقترب الموعد !

أليس المفروض أن يكون وقتهما مخصص للرب من أجل أن يبارك حياتهم أكثر !

أليس من المفروض أن يشعرا بهدوء وسكينة بدلاً من الركض وراء المادة ! لهذا نشاهد الانفجار الكبير بعد الزواج ! كل شي لا طعم ولا لون ،ولا رائحة له. لا بل تبدأ رائحة الابتعاد وطعم المرارة ولون الوحدانية تظهر يوماً بعد يوم. لماذا ؟ لأننا كنا نتصور أننا نحن في جوهر الزواج ولكن نكتشف أننا في القاع !

الجوهر يحتاج إلى شيء واحد وهو الله

والله يحتاج إلى قلبين محبين لبعضهما

والقلبين يحتاجان جسدين يتعانقان

والجسدين يحتاجان إلى كيانين يتركان العالم و يكونان لبعضهما

والكيانين يحتاجان إلى صلاة

والصلاة هي مع الله !

 

أحبائي

إذا كان الجوهر مقدس فكل شيء ينبع منه مقدس حتى إن كان كل شيء بسيطاً !

وإن كان الجوهر فارغاً فكل شيء ينبع منه فارغ حتى إن كان كل شي عظيماً !

فأفخم حفلة وأعظم فرقة وأروع ملابس لا تعكس جوهر سر الزواج

نظرة بعين الآخر تكفي أن تقول أنتَ / أنتِ جوهر الزواج

 

“إن نعمة سر الزواج تهدف إلى رفع الحبّ بين الزوجين إلى درجة الكمال” تعليم الكنيسة ١٦٤١ الكاثولكية

 

(يتبع..)

لا تتردد بالنشر أو التعليق