سر الزواج (6)
الذي عليك الانتصار عليه في الزواج هو الكبرياء وليس شريك حياتك
بصراحة ، الذي لا يريد أن يعيش في نعمة الله فلا داعي للزواج ! تستطيع أن تكمل حياتك دون زواج وتستطيع أن تأكل دون زواج وأن تمارس الجنس دون زواج وأن تكون حراً طليقاً دون زواج ! تستطيع أن تعاشر شخص دون زواج. العالم اليوم شرّع حالات تحت مسميات مختلفة، حق لكل شخص يرغب بتلك المعاشرة مثلا sambo اوsärbo ! أو ما شابه ذاك في البلدان الأخرى.
إن الرغبة في العيش في نعمة الله هي من أهم ما يدفع الانسان للزواج. بكل بساطة هذا يعني إذا كنت لا ترغب بالنضوج فلا تتزوج ! نعم من أول يوم نضع أقدامنا في ساحة الزواج نكتشف هناك الكثير أمامنا كي ننضج ! هذه حقيقة اختبرها الجميع في الزواج ! لكن الفرق يكمن في كيفية التعامل مع هذه الحقيقة ؟
هناك من لا يقبل هذه الحقيقة أي الزواج دعوة للنمو والنضوج فحين يتزوج كأنه دخل ساحة للمصارعة ، الضعيف يخسر والقوي هو المتحكم ! فهي ساحة قتال ، ساحة يجرح فيها أحدهما الآخر وينزفا الدم ، ساحة يتمتع فيها الشيطان إلى أن يسقط أحدهم أو كلاهما وينفصلان.
وهناك من يقبل تلك الحقيقة أي الزواج دعوة للنمو والنضوج فحين يتزوج كأنه دخل إلى قلب الله يرغب أن يعيش حياة مملوءة نعمة فيجد في هذه الساحة دعوة من أجل نيل القداسة ،فيرغب بالنضوج ! ويبحث عن نقاط ضعفه ليكمله الآخر !
الاختلاف بين من يقبل ومن لا يقبل حقيقة أن الزواج دعوة للنضوج تكمن في نقطة واحدة وأساسية وهي الكبرياء. والكبرياء هو أعمق جرح في جوف الانسان ينزف داخلياً باستمرار دون أن يلاحظ ذلك والذي يقبل أن يداوي هذا الجرح فيقبل أن ينضج في الزواج ومن لا يريد أن يتداوى فلا يقبل النضوج ويبقى الجرح ينزف ويكبر وفي النهاية يُقتل .
فما الذي يجعلك ألا تحترم الطرف الآخر ؟
ولماذا تقلل من قيمة زوجتك بين أصدقائك ؟
ولماذا لا تسمع إلى الطرف الآخر ؟
ولماذا تبدأ البحث عن طرف ثالث يسعدك ؟
ولماذا تطلب من الآخر التغير وأنت لا تتغير ؟
ولماذا ترفع صوتك ؟
لماذا الضعف والخوف ؟
لماذا التردد ؟
ولماذا ولماذا ولماذا ؟
كل هذا بسبب الكبرياء !
كل هذه الأمور تحدث في جميع العائلات لكن هناك من يشاهد في كل هذا دعوته للنضوج فيبتسم أمام المشاكل لأنه يرفع رأسه للسماء ويطلب البركة ! وهناك من يقف ينزل رأسه للأرض لأنه سجين كبريائه فلا يستطيع أن ينظر إلى أحد. جميع المشاكل التي تحدث في الزواج هي التي تجعلنا نكون في طريق القداسة.
الزواج حضور حقيقي لله بين الطرفين ! هذا الحضور ينكشف من خلال السعي المستمر من أجل الخروج من التفرّد والأنانية إلى حياة المشاركة ! إن من أعراض الزواج المثمر هو النجاح في هزيمة الكبرياء، وحينما ننجح فنحن في قلب الله الملكوت !
سلام ومحبة
د.مازن نوئيل