سر الزواج (8)
أتصور بأن زمن اختيار شريك الزواج لم يعد بالغصب ، الأغلبية يتزوجون بعد علاقة مع بعضهم لمدة من الزمن أقل شيء هو سنة من اكتشاف وحب ومناسبات وتبادل الخبرات وسهر وتعب وهدايا و كلمات رومانسية مثل أنت حياتي وأنت عمري وبدونك لا وجود لي …الخ.
ماذا يحدث بعد الزواج ؟ لماذا يتغير كل شيء ؟ لماذا يصبح الحبيب عدو ؟ هل كنا نبحث عن الجنس وحينما شبعنا انتهى كل شيء ؟
كيف لشابين قد يكونا قد تسرعا في الزواج البقاء في الزواج ؟ كيف لعائلة بسيطة تحافظ على الأمانة فيما بينها ؟ أن تكون شاهدة للحب فيما بينها ، أن تقبل كل التحديات أمامها من أجل تحقيق وعيش الحب !
أقولها بصراحة وعن خبرة ذقت طعمها المقدس، إن الله قادر أن يغير جفاف العائلة إلى نعيم وأن يجعل من الطرفين يتنفسا بهدوء ويعيشا في سلام. كيف يحدث هذا ؟
ان كان هناك مشكلة في العائلة، مَن السبب ؟ الزوج أم الزوجة ؟ كل طرف يدين الآخر ولا يريد أحدهم سماع الآخر، الطرفين تكون نبرة كلماتهم قاتلة ، إدانة الطرف الآخر. باختصار لا أحد يرغب بالاعتراف بخطأه وينتهي كل شيء. قد يكملان الحياة مع بعض (ممكن خوفاً من انتقاد العالم) لكن في مخادعهم حتى إن التقيا فلا يتصافحان. هذا بحد ذاته جريمة !
أقولها دائماً، لا توجد مشكلة ليس لها حل ! لكن ليس الحل هو بهروب أو انفصال !
المشكلة تكمن
عندما نهرب من المشكلة نفسها !
عندما نبحث عن حل خارج الزواج نفسه ،
عندما نبحث عن الحلقة المفقودة خارج الزواج ،
عندما نبحث عن ما يشبع عواطفنا ، جسدنا و رغباتنا خارج الزواج. لا نستطيع أن نكون مثل فراشة تنتقل من زهرة إلى إلى أخرى وهي تتشبع بأنواع مختلفة من الزهور. هذا لا ينفع في الزواج.
عندما نتصور بأن بحثنا خارج الزواج يجعل الطرف الآخر يتنازل ! هذا بحد ذاته جريمة !
أحبائي، الحل بسيط جداً !
علينا أن نقتنع أن كل مشكلة تواجه الزواج هي دعوة للعمل الجاد ، للنضوج ، للحب الأعمق ، للتنازل ، لبناء أسرة حية، عائلة مقدسة. غير هذا سوف نعيش في جحيم.
لا نخاف من الخطأ ومن نقاط الضعف فهناك يعمل الله
الله لا يعمل حيث يكون الكمال
الله يعمل حيث يكون الضعف
ولأن إيماننا يعلمنا بأن الله هو رأس العائلة فلا بد أن نعطيه الفرصة لكي يكون رأس عائلتنا منذ اللحظة التي قلنا فيها نعم ولكي نحافظ على وجوده وبقاءه علينا ألا نبعده عن المشكلة فهو الذي سيعلمنا
أن نصغي إلى بعض
أن نتنازل و لا ندين
أن نعيش من جديد ما كنا نطمح به من قبل الزواج.
هذا ما علينا عيشه في الزواج ، حينها نستطيع أن نقف أمام تحديات هذا العالم
ونكون حقيقةً شهود لقدسية الزواج.
سلام ومحبة
د.مازن نوئيل