عندما تصبح المعرفة حجر عثرة
- نشر بواسطة دكتور مازن نوئيل
- التصنيفات التأملات
- التاريخ 11 ديسمبر، 2024
محتوى المقالة
هل تساعد معرفتك الآخرين أم تُثقلهم؟
أحيانًا، دون أن ندرك، تتحول معرفتنا العميقة إلى حاجز يمنع النضوج الروحي لنا وللآخرين. فكيف نستخدم معرفتنا كجسر للرحمة والمحبة بدلاً من أن تكون حجرًا يعيق الطريق؟
في رحلتنا الروحية، نبحث دائمًا عن العمق والفهم. نقرأ الكتب، نحضر الوعظات، ونغوص في الفكر اللاهوتي. لكن أحيانًا، دون أن نشعر، تتحول المعرفة الزائدة إلى عبء روحي بدلاً من أن تكون مصدر بناء ونمو.
المعرفة والفكر كعائق
عندما نضع المعرفة فوق المحبة والخدمة، نبدأ في النظر إلى الآخرين بمنظار نقدي. نرى ضعفهم وجهلهم بدلاً من أن نرى احتياجاتهم وألمهم. نصبح كأولئك الكتبة والفريسيين في زمن المسيح الذين امتلكوا معرفة بالشريعة، ولكنهم افتقروا إلى الروح التي تعطي الحياة.
الكتاب المقدس يحذرنا بوضوح:
“العِلمُ ينفخُ، ولكنَّ المحبَّةَ تبني” (1 كورنثوس 8:1).
المعرفة بحد ذاتها ليست خطأ، لكنها تصبح عائقًا عندما تستخدم كأداة لإثبات الذات وإدانة الآخرين.
مثال المسيح: المعرفة في خدمة المحبة
المسيح كان معلمًا عظيمًا، لكنه لم يستخدم معرفته لإحراج الناس أو إذلالهم. بل على العكس، كان يقترب من الخطاة والمحتاجين بحب وتواضع. عندما تحدث مع المرأة السامرية عند البئر، لم يبدأ بوعظها عن أخطائها، بل قادها بلطف نحو التوبة من خلال الحوار والقبول.
يسوع علمنا أن المعرفة الحقيقية ليست في الكلمات، بل في الأفعال. فهو غسل أرجل تلاميذه ليعلمهم درسًا عمليًا في التواضع والخدمة.
الخطر الخفي للمعرفة الزائدة
- الشعور بالفوقية الروحية: عندما نعتقد أننا نعرف أكثر، نصبح غير قادرين على التعلم من الآخرين.
- فقدان البساطة: الروحانية ليست معقدة، إنها ببساطة محبة الله ومحبة القريب.
- إغلاق الأبواب: بدلًا من أن نقود الآخرين إلى الله، نصدهم بأسلوبنا المتعالي.
كيف نتجنب هذا العائق؟
- التواضع: تذكر دائمًا أن المعرفة هبة من الله وليست إنجازًا شخصيًا.
- التركيز على الخدمة: اجعل معرفتك وسيلة لخدمة الآخرين وليس لإبراز الذات.
- محبة الآخرين كما هم: بدلًا من إدانة جهلهم، كن مثل يسوع، أرشدهم بحب وصبر.
- تفعيل الإيمان العملي: ضع معرفتك في خدمة الحياة اليومية من خلال أعمال المحبة والرحمة.
الختام
المعرفة الحقيقية لا تكمن في عدد الكتب التي قرأناها أو عدد الآيات التي نحفظها، بل في مقدار الحب الذي نحمله في قلوبنا. النضوج الروحي لا يقاس بما نعرفه، بل بكيفية تطبيقنا لمعرفة الله في تعاملنا مع الآخرين.
لنتعلم من يسوع، الذي كان معلمًا بالحب قبل الكلمات، وخادمًا بروحه قبل فكره. فهو لم يكن حجرًا يعثر الآخرين، بل كان دائمًا صخرة خلاصهم.
سلام ومحبة
د. مازن نوئيل
حجز موعد استشارة اونلاين
يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مع دكتور مازن
اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار