العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب
ما هي العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب؟
يأتي الاكتئاب من خلال مزيج من العديد من الأشياء المختلفة التي غالبًا ما تنسج معًا في أنماط معقدة. يعد التعامل مع ما يؤدي إلى الاكتئاب أمرًا أساسيًا لمعالجته والتعامل معه بشكل صحيح.
في عالم الأحياء، للوراثة تأثير كبير على الاكتئاب. إذا كان الاكتئاب متوارثًا في عائلة الشخص، فإن لديه فرصة أكبر لمواجهته أيضًا. تلعب المواد الكيميائية الموجودة في دماغنا مثل السيروتونين والدوبامين دورًا كبيرًا في التحكم في حالتنا المزاجية. عندما لا تكون هذه المواد الكيميائية متوازنة بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالإحباط الشديد. كما أن التغيرات في الهرمونات مثل ما يحدث عندما تكون المرأة حاملاً أو تمر بفترة انقطاع الطمث يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
في عالم علم النفس، يجد المرء أن وجود نظرة سلبية للعالم والشعور باستمراره تحت الضغط وعدم التفكير كثيرًا في نفسه يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في الوقوع في الاكتئاب. إن المرور بأوقات عصيبة مثل فقدان شخص قريب منك أو مواجهة سوء في المعاملة أو التعامل مع التوتر لفترة طويلة يمكن أن يدفع الشخص إلى حالة من الاكتئاب أيضًا. غالبًا ما يلجأ الأشخاص الذين واجهوا أوقاتًا عصيبة في طفولتهم إلى طرق للتعامل مع التوتر لا تساعدهم حقًا. وهذا يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة للشعور بالحزن الشديد عندما يكبرون.
المكان الذي يعيش فيه الشخص يمكن أن يشكل حقًا ما يشعر به. إن كونك وحيدًا كثيرًا وعدم وجود أشخاص من حولك وأن تكون محاطًا بالكثير من التوتر يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالإحباط حقًا. يمكن أن يؤثر مستوى دخل الفرد ومكانته الاجتماعية على صحته العقلية؛ غالبًا ما يؤدي كونك في وضع مالي هش أو تعيش في فقر إلى ضغوط مستمرة مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. كما أن تجربة التحولات الكبيرة في الحياة مثل الانتقال إلى مدينة مختلفة لبدء وظيفة جديدة أو الانفصال يمكن أن تكون بمثابة محفزات لبداية الاكتئاب.
التحديات الصحية
إن الإصابة بأمراض طويلة الأمد غالبًا ما تسير جنبًا إلى جنب مع الشعور بمزيد من الاكتئاب. الأمراض التي تستمر لفترة طويلة مثل مشاكل السكر ومشاكل القلب والألم المستمر يمكن أن تجعل الشخص يشعر بالإحباط الشديد وبدون أمل مما يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب. علاوة على ذلك، فإن الأدوية التي تهدف إلى علاج هذه المشكلات الصحية غالبًا ما تكون لها آثار جانبية من بينها الاكتئاب.
نمط الحياة
يمكن للطريقة التي يختارها الناس أن يعيشوا أن تلعب دورًا كبيرًا في ما إذا كانوا قد يبدأون في الشعور بالاكتئاب. إن تناول الطعام بشكل سيئ وعدم التحرك كثيرًا واستخدام أشياء مثل الكحول والمخدرات كثيرًا يمكن أن يزيد من المشكلة. عندما لا ينام شخص ما جيدًا بسبب عاداته اليومية أو لأنه يتعامل مع مشكلة صحية أخرى، فإن قلة النوم يمكن أن تجعل مشاعر الحزن أو الاكتئاب أسوأ.
الروابط الاجتماعية
إن الروابط التي نشكلها داخل مجتمعاتنا والصداقات التي نحافظ عليها هي ركائز أساسية لرفاهيتنا العقلية. عندما يجد الناس أنفسهم بدون علاقات وثيقة أو شبكة داعمة، فإنهم غالبًا ما يشعرون بالوحدة، وهذا الشعور بالعزلة غالبًا ما يكون نقطة انطلاق نحو الاكتئاب. ومن ناحية أخرى، عندما يكون لدى الأشخاص أشخاص آخرين يعتمدون عليهم، فإن ذلك يساعد في تخفيف وطأة التوتر والصدمات من خلال تقديم كتف للبكاء عليه.
لفهم أسباب إصابة الأشخاص بالاكتئاب بشكل كامل، من المهم أن ننظر إلى جميع الأسباب المختلفة. وهذا يعني أن علاجه يحتاج إلى خطة تغطي كل شيء. غالبًا ما يعني علاج الاكتئاب استخدام مزيج من الأدوية والتحدث مع أحد المتخصصين لتغيير طريقة حياة الشخص والحصول على المساعدة من الأصدقاء والعائلة لمعالجة الجوانب العديدة التي تسببه. من خلال معالجة هذه الأسباب بشكل مباشر، من الممكن إدارة الاكتئاب بشكل أفضل ومساعدة الأشخاص على الشعور بمزيد من الأمل وأقل إرهاقًا.