أرض جديدة (٢)
ضياعٌ هو إتهام الله بكل شيء ، و ضياعٌ أكبر هو عدم الايمان بالإنسان !
هل بدأ الوعي القديم بالتحلل ليشهد ولادة وعي جديد ؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أن نعود أولاً وقبل كل شيء إلى إيماننا، حقيقةً هذا مهم وأساسي في كل شيء.
أكرر و أقول،
ضياعٌ هو إتهام الله بكل شيء ، و ضياعٌ أكبر هو عدم الإيمان بالإنسان !
عزيزي،
الذي أؤمن به أنا ليس له أي صلة بإلهٍ جالسٍ بعيداً ، بعيداً جداً عن حياتي.
إله يراني دون أن يتحرك
إله يستلذ بألمي
إله يعاقبني من أجل أن يُعيدني له لأعبده
إله يبعث بالأمراض والكوارث والأوبئة كي يستعبدني
بصراحة
هكذا إله لا أريده ولا أؤمن به ولا وجود له
إن كان له وجود فهو إله مريض نفسياً ويحتاج إلى علاج.
الذي أؤمن به ،
هو إله اقترب مني وصار إنسان،
سمح لنفسه أن يقترب مني،
فالله صار إنساناً لأجلي،
من أجل أن أنضج في إنسانيتي.
لهذا إيماني بالله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإيماني بالإنسان.
المسيح أعطى مفهوماً للإنسان وهو أن كل إنسان مقدس لأن الله يسكن فيه بواسطة المسيح.
الله كليُّ القدرة بالحب ، والحب يفسح المجال لاحترام حرية الآخر
ويبقى الله أعزل أمام حرية الآخر
والله يريد عالم كامل دون شر
لكن الإنسان لا يتصرف إلا على هواه
والله يذهب أكثر إلى حد يسمح لنا بشرف إهانته والإساءة له
وهذه هي الخطيئة
حتى الاعتماد عليه كي يمحو الأوبئة ويغير الواقع بدون الإنسان فهي خطيئة لأننا نلغي حبه وثقته بالإنسان.
“فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.” (مت 25: 40)