الشخصية الحالمة

محتوى المقالة

الشخصية الحالمة

 

هل سبق وأن أحببت شخصًا لم تلتقِ به يومًا؟ أو شعرت بارتباطٍ عاطفي قوي تجاه صورة ذهنية رسمتها في خيالك؟

هذه الشخصية تميل إلى العيش في عالم من الخيال والأحلام، وغالبًا ما تملأ الفراغات بتصورات مثالية وتوقعات غير واقعية عن الآخرين، خاصة في العلاقات التي لم تُختبر على أرض الواقع. يُعاني هذا النوع من الشخصيات من صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع، وقد يبني علاقاته على توقعات وأحلام أكثر منها على الحقيقة.

هذه هي العلاقة مع اللاشيء.. علاقة تتشكل مع الفراغ، وأحيانًا يكون هذا الفراغ إلكترونيًا.

لقد رأيت العديد من الأشخاص يخوضون علاقات حب أو صداقة عبر الإنترنت مع أشخاص لم يلتقوا بهم قط. بعض هذه العلاقات تكون لطيفة وممتعة، لكنها تحمل في طياتها مشكلة كبيرة في بعض الأحيان. المشكلة هنا تكمن في أنك تبدأ بإسقاط صفات وتصورات من صنع خيالك على الطرف الآخر، صفات لا تمت إليه بصلة، بل هي جزء من أحلامك وتوقعاتك الخاصة.

فتكمل صورة غير مكتملة، تعطيها ألوانًا وشخصية من وحي خيالك، بينما الواقع قد يكون بعيدًا كل البعد عن هذا الخيال. والأسوأ أن الطرف الآخر قد يعجبه هذا التصور ويقرر أن يظهر أمامك كما تريد، كما تتمنى.

وهنا، يصبح الأمر وكأنك في علاقة مع نفسك فقط.

الأصعب من ذلك هو عندما يحدث هذا من الطرفين معًا؛ هو يرى فيها الصورة التي رسمها في عقله، وهي تتعامل معه بالصورة التي رسمتها في مخيلتها. وفي الحقيقة، كلاهما ليس في علاقة مع الآخر، بل مع صورٍ خيالية فقط، مع اللاشيء.

هذه علاقة مليئة بالعمى، وعادة ما تكون قصيرة الأجل. وحتى إن طالت دون أن يكشف الطرفان عن حقيقة بعضهما البعض، فقد تتحول إلى علاقة مؤذية جدًا.

الحل يكمن في العودة إلى الذات، والبحث عن حقيقة المشاعر والرغبات بداخلها دون إسقاطها على الآخرين. كلما واجهت انجذابًا غير مبرر أو توقعات مثالية، توقف وتأمل: “هل أرى هذا الشخص كما هو، أم أرى فيه أمنياتي وأحلامي فقط؟”. انفتح على رؤية الأشخاص على حقيقتهم، بضعفهم وجمالهم الواقعي، وتعلم أن تكون مكتفيًا بنفسك قبل أن تبحث عن الاكتمال في غيرك. مارس القبول الحقيقي للنفس والآخرين، واترك المجال لعلاقة صادقة تنمو ببطء ووعي، بدلًا من العلاقات التي تُبنى على الخيال وتنهار أمام الحقيقة.

 

سلام ومحبة

د.مازن نوئيل

حجز موعد استشارة اونلاين مجانية

يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مجانية مع دكتور مازن

اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *