سر الزواج (7)
أتذكّر عندما كنت صغيراً كنا نقرأ درس اسمه الأسرية ، تعلم آداب الحياة . أتوقع أننا تعلمنا كثيراً في المدارس عن آداب الحديث والطعام والحوار الخ.
لكن في الزواج هناك آداب لا نتعلمها إلا في الزواج ! لا في المدارس ولا في الكتب. هذا النوع من الأدب اسمه أدب القداسة ! ما هي هذه الآداب؟ إنها آداب الملكوت !
لا يعني هذا كيف نأكل وكيف نتصرف وكيف نلبس
لا يعني هذا كبر البيت وعدد السيارات
لا يعني هذا كم من المناسبات نُدعى إليها وكم من اللقاءات نحضر
لا يعني هذا كثرة الصلبان والصور في المنزل
لا يعني هذا كثرة زيارات الحج والمزارات
هذه كلها تزاد لكم يقول الرب”لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” متى ٣٣:٦
هذه الآداب كثيرين لا يرغبون أن تلفظ أمامهم ، قد تبدو مخيفة لكن هي التي توجهنا نحن الصواب ! ما معنى هذا الكلام ؟
علينا أولاً بتصحيح أفكارنا،
لا تقل” سأربيكَ أو سأربيكِ ”
أنت لا تتزوج كي تعلم الطرف الآخر تربية أو درساً في الحياة بل على الحياة أن تنبع منكما. اترك فكرة “سوف أربيكَ أو أربيكِ” أو ” أهلكَ أو أهلكِ لم يربوك “. لاتكن معلماً في الزواج بل تلميذاً إلى الأبد. المعلم الأول والأخير هو يسوع، نبع الحياة. وعندما يصبح يسوع هو المعلم فتبدأ الحياة تنبع من الطرفين ويتعلما معاً دروساً في الحياة. هذه هي آداب القداسة !
لا تقل “عليك أن تصغي أولاً ” ، لكن متى تصغيأانت ؟
اذا لم يكن الطرفين يتنفسا في جو ملئ بالإصغاء .لا يستطيعان أن يعيشا بسلام مهما كانت مساحة البيت كبيرة ومهما حاولوا أن يجلسوا بعيدين عن بعضهما فهذا لا يغنيهم سلاماً إلا من خلال الإصغاء. والإصغاء يعني الاستعداد الكامل لترك المجال أن تكون الروح هي آذانهم وليس كبريائهم. هذه هي آداب القداسة !
لا تشير بإصبعك للآخر حين يخطئ
على الطرفين ألا يخافا عندما يخطئ أحدهما ، بل يصبح الخطأ نقطة بداية تحول وتغير للطرفين وليس فقط للخاطئ. لا يصبح الخطأ باب الإدانة أو باب للتجريح لكن باب المغفرة. يعترفان و ينضجان مع بعض. المسؤولية تقع على الطرفين حينما يسقط أحدهما هناك من يسانده ! هذه هي آداب القداسة !
لا تنسى أن تترك الصوت العالي والصراخ ، التهديد ، ضرب الباب بقوة ، إهانة الأهل ، الشتيمة ! كل هذه الأمور زوايا مائلة في حياة المتزوجين قد تصبح جميلة إن تعاونوا بالعمل من أجل أن تكون حياتهم رائحتها آداب القداسة !
تحدثوا مع بعض أكثر من شاشات الموبايل
اقرأوا الإنجيل أكثر من كتب الموديلات
صلوا للروح القدس كل حين تكتشفون قدسية حياتكم
هذه هي آداب القداسة
سلام ومحبة
د.مازن نوئيل