القلق
- نشر بواسطة دكتور مازن نوئيل
- التصنيفات سلسلة الامراض
- التاريخ 9 أكتوبر، 2024
محتوى المقالة
ما هو القلق؟
من الطبيعي أن تشعر بالقلق. معظم الناس يمرون بتجارب من القلق بين الحين والآخر، خاصة خلال الفترات الصعبة أو المجهدة في الحياة. بالنسبة لأسلافنا، كان القلق استجابة ضرورية وطبيعية ليتمكنوا من التفاعل السريع مع التهديدات وتجنب المخاطر. عندما يكتشف الدماغ وجود خطر، مثل أفعى متعرجة أو منحدر حاد، يتم تفعيل جزء من الجهاز العصبي الذي يعدنا للقتال أو الهروب. نشعر بخوف شديد أو قلق أو انزعاج، مصحوبًا بأعراض جسدية مختلفة. هذه الاستجابة تهدف إلى مساعدتنا في التصرف بسرعة. وعندما يزول التهديد، يهدأ الخوف وتختفي التوترات الجسدية.
قد يتم تفعيل القلق دون وجود تهديد حقيقي. يمكن أن تشعر بالانزعاج أو القلق أو التوتر دون أن تفهم السبب. قد تثير الأفكار مشاعر القلق، مثل القلق بشأن امتحان أو الخوف من حدوث شيء لك أو لأحد أفراد العائلة. كما يمكن أن يظهر القلق كأحد أعراض المرض الجسدي أو كتذكار لتجربة مزعجة في الماضي.
ماذا يحدث في الجسم؟
الجهاز العصبي يتكون من جزء إرادي وجزء غير إرادي. الجزء غير الإرادي (الذاتي) يتحكم في الوظائف الجسدية مثل الهضم، وضغط الدم، والنبض، والتنفس، وحجم بؤبؤ العين، وغيرها. وهو مقسم إلى الجهاز العصبي الودي والجهاز العصبي اللاودي.
عندما تكون هادئًا ومسترخيًا، يكون الجهاز العصبي اللاودي هو المسيطر، مما يسمح للجسم بالراحة وإصلاح نفسه وهضم الطعام. أما في حالات التوتر أو الخطر، فإن الجهاز العصبي الودي يتولى القيادة، محضرًا الجسم للتحرك بسرعة أو القتال. يتوقف الجسم عن الراحة والتعافي، ويتم توجيه الدم إلى العضلات، وتتوسع الشعب الهوائية لتستطيع التنفس بشكل أسرع وأعمق، ويزيد النبض وضغط الدم. يُعرف هذا بالإثارة الودية أو استجابة “القتال أو الهروب”، وهي التي تؤدي إلى الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق.
تحدث هذه الاستجابة في الجهاز العصبي الودي بسرعة كبيرة. في كثير من الأحيان، يبدو أن القلق يأتي فجأة “من العدم”. قد تشعر بأن القلق خارج نطاق السيطرة.
ما هو اضطراب القلق؟
عندما يأتي القلق فجأة دون تفسير، ويكون شديدًا أو لا يزول، قد تكون تعاني من اضطراب القلق. في اضطرابات القلق، يكون القلق غير متناسب مع الموقف ويؤثر على حياتك اليومية. هناك أنواع مختلفة من اضطرابات القلق:
– اضطراب الهلع
– القلق العام (GAD)
– اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
– اضطراب الوسواس القهري
– قلق الانفصال
– القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي
ما هي أسباب القلق واضطرابات القلق؟
تتنوع أسباب القلق. قد تكون هناك عوامل وراثية وعوامل بيئية مثل التوتر. قد يكون القلق أيضًا مرتبطًا بالكحول والمخدرات. من الشائع أن يشعر الناس بالقلق خلال الأحداث الحياتية الصعبة مثل الطلاق أو وفاة أحد الأقارب. كما أن القلق شائع عند الإصابة بالاكتئاب.
كثيرون يشعرون بالقلق دون سبب مباشر واضح. غالبًا ما يزول الشعور بالقلق الحاد في غضون دقائق، ولكن من الشائع أن يتكرر القلق، خاصة في فترات التوتر. مع الوقت، يؤثر القلق على حياتك وقد يجعلك أكثر حساسية للتوتر، ويؤدي إلى تقلبات المزاج، وزيادة في التهيج، والشعور بعدم الراحة.
يمكن أن يؤدي القلق أيضًا إلى دائرة مفرغة حيث يصبح الخوف من الشعور بالقلق وفقدان السيطرة مشكلة في حد ذاته. قد تبدأ في تجنب المواقف أو الأنشطة، مثل ركوب الحافلات أو مقابلة الأصدقاء، مما يؤدي إلى عزلة أكبر وزيادة في القلق.
كيف يشعر القلق؟
القلق يسبب أعراضًا جسدية ونفسية. يمكن أن يشعر به الأشخاص بطرق مختلفة. يشعر البعض بالأعراض الجسدية للقلق أكثر، بينما يعاني آخرون من الخوف والقلق النفسي بشكل أكبر.
الأعراض الشائعة للقلق تشمل:
– القلق والخوف
– شعور بالغرابة، كأنك في “فقاعة”
– ضغط في الصدر
– صعوبة في التنفس
– خفقان القلب
– جفاف في الفم
– ضعف في العضلات
– دوار أو شعور بالإغماء
– شعور بكتلة في الحلق أو ألم في المعدة
– مشاكل في النوم
– اضطرابات في المعدة، إسهال
– حاجة متكررة للتبول
العلاج
هناك مساعدة متاحة إذا كنت تعاني من القلق. الأكثر شيوعًا هو العلاج النفسي مع أخصائي نفسي، عادة ما يكون بتوجيه العلاج السلوكي المعرفي (CBT). خلال هذا العلاج، تتعلم كيفية التعامل مع القلق عندما يأتي، وتتم مساعدتك على مواجهة المواقف التي تسبب لك القلق تدريجيًا، وهذا ما يعرف بالتعرض. يمكنك الحصول على العلاج السلوكي المعرفي عبر الإنترنت أو في عيادة. وفي بعض الحالات، يمكن دمج العلاج مع الأدوية، عادة مضادات الاكتئاب. إذا كنت تعاني من القلق، من الجيد التواصل مع أخصائي نفسي ينظر في وضعك الخاص ويعدل العلاج ليلائم احتياجاتك.
ماذا يمكنني أن أفعل بنفسي؟
يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف القلق. إذا كان القلق رد فعل لحياة مليئة بالتوتر، فقد تحتاج إلى إجراء تغييرات. هل هناك منطقة يمكنك فيها خفض المتطلبات؟ أو مهمة يمكن أن تنتظر؟ قد تحقق تغييرات صغيرة نتائج جيدة، ولكن في بعض الأحيان قد تتطلب الحالة تغييرات أكبر في حياتك.
تجنب الكحول والمخدرات والنيكوتين والكافيين، رغم أنها قد تجعلك تشعر بالتحسن مؤقتًا، إلا أنها تزيد من القلق.
معظم الناس يشعرون بتحسن عند تناول الطعام بشكل جيد، ممارسة الرياضة والنوم الجيد. ولكن عندما تكون تحت ضغط، قد تجد صعوبة في الحفاظ على هذه العادات.
حجز موعد استشارة اونلاين مجانية
يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مجانية مع دكتور مازن
اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار