سر الزواج (2)
إن أول سؤال اسأله للمخطوبين هو لماذا الزواج ؟ لماذا تريدان أن تتزوجا ؟
الأغلبية لها نفس الاجوبة ! يذكرني هذا بكتاب التاريخ أو الجغرافية عندما كنا ندرس موضوع وعلينا أن نجاوب جميعنا بنفس الجواب ! نسينا أن الزواج هو حياة لا تبدأ بالزواج بل قبل الزواج أيضاً !
ما هي تلك الأجوبة ! اولها ،الأغلبية تقول
أريد أن استقر، بصراحة هذه إجابة خاطئة لأنه إن لم تكن مستقر قبل الزواج فلا تستطيع أن تستقر بعد الزواج ولا بعد أن يكون لك ابناً أو بنتاً ! فالاستقرار في جوهره يعني أنني في سلام داخلي وفي أمان في أي زمان ومكان وفي أي مرحلة من مراحل حياتي ، شاباً ، أعزب أو متزوج !
إذا كنت لا تستطيع أن تسيطر على إرادتك قبل الزواج فلن تستطيع ذلك أيضاً بعد الزواج !
إذا كنت لا ترغب أن تسمع النصيحة وأن تتقبل التغيير فلن تستطيع ذلك بعد الزواج !
هناك من يقول عندما أتزوج سأترك التدخين أو المشروب أو الكلام الرديء أو أو أو … في معظم الأحيان لا يحدث أي تغيير لا بل العكس ، فيتمسك الشخص بكلمته ويقول هذا أنا ! لكن أين وعودك قبل الزواج ؟ حاله حال الرؤساء والملوك الذين يعدون ليتم انتخابهم وبعدها لا يتحقق شيئاً مما وعدوا به ! الزواج إذاً ليس بمرحلة انتخابية ولا بمجلس للبرلمان ! لهذا لا يتحقق الاستقرار في الزواج.
الاستقرار يعني السعادة التي ترسم الابتسامة والفرح على وجه الانسان في أي ظرف كان. هذه السعادة مصدرها الإيمان بالله والثقة الكاملة بأن ما يحدث في حياتي من أحداث هي من أجل قداستي !
ماذا يعني هذا ؟ باختصار إن الله هو سبب استقرار حياتي وليس انسان آخر. فإن كان الله في حياتي فالآخر (شريك حياتي ) يلتمس هذا الأمان ونعيش في سلام دائم.
قبل أن تستقر في الزواج عليك أن تستقر مع الله ونفسك ! أن تقبل بأنك خاطئ وأن الله يدعوك من خلال سر الزواج لتنضج من جديد وبعمق نحوه.
حين نقع في تجربة أو مشكلة نكتشف أن هذه الجملة ” أن استقر” كاذبة ليس لأن الزواج هو مشروع فاشل ،لأنك أنت لا تريد الله في حياتك !
عليك أن تكتشف نفسك وتستقر معها قبل الزواج، لتكون أرض خصبة للزواج !