العلم الإيمان 2
ارجو مراجعة الجزء الأول من أجل متابعة الأفكار،
قلت للمريض نفسه، هل تؤمن بأن العلم هو عطية من الله ؟ وأن الكتاب المقدس يخبرنا بهذا ؟
قبل أن يرد المريض قلت له بوضوح
هل أُصبت بداء الجدري ؟ قال لا
هل أُصبت بداء الحصبة ؟ قال لا
فقلت له ،
أتعرف أنك أنت وأنا وأنت أيها القارئ وجميع المؤمنين وغير المؤمنين والملحدين وكل إنسان وهو صغيراً في العمر يلقّح ضد مجموعة من الأمراض منها الجدري والحصبة وغيرها ؟
أليست هذه عطية من الله ؟
القصة لم تنتهي هنا….(يتبع لاحقاً).
ما معنى هذا الكلام،
كوني طبيب دعوني أتحدث في مجال الطب اليوم ،
التاريخ يثبت أن الإنسان من خلال الأبحاث والدراسات اكتشف بنسبة كبيرة أسباب الأمراض وطرق العلاج ،
وقام بتسمية تلك الأمراض ومسبباتها،
وقام بتصنيق الأمراض إلى مجاميع مختلفة لفهمها،
ومن خلال هذا التصنيف ، استطاع الانسان أن يتسلط على الكثير من الأمراض
لا بل أصبحت معدمة مثل داء الحصبة ، الجدري وغيرها.
هناك بالتأكيد أمراض أخرى لها تسميتها الخاصة لكن مازالت غير واضحة مثلاً السرطان. فالإنسان يحاول اكتشاف حقيقة تلك الأمراض من أجل أن يتسلط عليها عسى أن تختفي يوماً ما !
عزيزي هذا ما أكده أيضاً الكتاب المقدس،
فالكتاب المقدس وفي صفحاته الأولى يؤكد أن العلم عطية منحها الله للإنسان،
لا بل أن العلم قوة منحها الله للإنسان
وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». تك ٢٨:١
وقال أيضاً
وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا، وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. تك ١٩:٢
لهذا نجد أن الإنسان منذ خلقِهِ حاول ومازال وسيحاول أن يتسلط على الخليقة،
فاعطى اسم لكل شي وصنف المخلقات،
لهذا فالعلم عطية من الله للإنسان.
عزيزي
لقد باركنا الله بتلك القوة التي نطلق عليها اسم العلم،
سلمنا خليقته لنتسلط عليها،
بمعنى أعطانا السلطان أن نسمي الأشياء،
ونكتشف عمقها.
الإيمان لا يدين العلم
ولا العلم يدين الايمان.