حجب الفكر أو استعمال الفكر
هناك فرق كبير بين حجب الفكر أو استعمال الفكر
لذلك حجبنا كل شيء بكلمات وتصنيفات مما جعلنا نفقد البصيرة والإحساس بطعم الحياة.
لنراجع أنفسنا،
فكم مرة لم نُعِر اهتماماً بشخص لأنه صُنّف خارج إيماننا !
وكم مرة تغافلنا عن ألم إنسان لأنه صُنّف خارج عشيرتنا !
وكم مرة جاملنا أشخاص لأننا بحاجة لهم حتى وإن كانوا خارج تصنيفاتنا !
وكم مرة نكرنا حقيقة لأنها ليست من مصلحتنا !
فكلما سارعنا إلى تصنيفات لفظية وفكرية على البشر والأشياء والأوضاع كلما أصبحنا سطحيين وموتى !
نحن من قسمنا الجنس البشري من مبدأ نحن وهم على أساس اللون والدين والفكر والعشيرة والانتماء والوطن .. إلخ.
أمام كل هذه التصنيفات والمسميات ندّعي إنسانيتنا وأحياناً بقوة، بينما في عمقنا لا نؤمن بما ندّعيه !
وبالعكس، أي عندما لا تحجب العالم بالكلمات والتصنيفات فإنك حينها تعود إلى عمق الحياة.
لا تبقى مهووساً بفكرك بل تبدأ باستعمال فكرك بصدق حينها ستجد نفسك تعود إلى العمق ، إلى البراعة والحكمة، إلى الحب والفرح والإحساس بالآخر.
عزيزي٬
صدقني المشكلة ليست بمرض الكورونا
بل فينا نحن.
فهذا الوباء سينتهي، وتنتهي معه معاناته.
ولعلّه يوقظ فينا روح استعمال الفكر من جديد بدلا من حجبه
السؤال هو ما بعد الوباء،
هل سنستمر بحجب أم استعمال الفكر ؟
“فاَترُكوا سِيرَتكُمُ الأُولى بِتَركِ الإنسانِ القَديمِ الذي أفسَدَتْهُ الشّهواتُ الخادِعَةُ، وتَجدّدوا رُوحًا وعَقلاً، واَلبَسوا الإنسانَ الجَديدَ الذي خلَقَهُ اللهُ على صُورَتِهِ في البرّ وقَداسَةِ الحَقّ”
رسالة أفسس ٤: ٢٢-٢