العلم والإيمان 1
ذات يوم طلبت من مريض أن يبدأ بمتابعة علاجاً خاصاً بمرضه فرفض ورد وقال
” لا أريد أن أعتمد على أحد غير يسوع المسيح”
فقلت له هذا الدواء هو بركة من الرب ! لكنه رفض !
لا نستطيع أن نجبر المريض على الدواء ، فإن له حرية الاختيار ولا أستطيع أيضاً أن أنكر أن للمريض الحق الكامل لرفض أو قبول العلاج لسبب فهمه لوصايا الله بطريقة مختلفة !
قلت له لماذا ترتدي قميصاً صنعه خياط ؟ أو تسوق سيارة صنعها مهندس ؟
أو تركب طائرة لزيارة ابنتك في الطرف الآخر من العالم ؟
فرد وقال ، هذا شيء و العلاج شيء آخر !
فقلت له ،
لماذا استعمل الرب يسوع القارب كي يتنقل من مكان إلى آخر (متى 23:8) ؟ مع أنه كان قادراً أن يسير على الماء (يوحنا 19:6) ؟
القصة لم تنتهي هنا…. يتبع لاحقا
هذه قصة بسيطة واقعية تعكس الكثير من الأسئلة التي تتبلور في عقولنا وفي كثير من الأحيان تعكس التناقض العميق الذي نعيشه في حياتنا ! فما هو مفهومنا للعلم ؟ وللإيمان ؟ وهل العلم يتفق مع الإيمان ؟ هل هناك صراع بين ما هو مادي وروحي ؟
فمن جانب كوني طبيباً فإني أؤمن بالعلم وبمفاهيمه ومحدوديته ومن جانب آخر كوني مكرّس أؤمن بعمل الله ومفاهيمه ومطلقيتِه !
عزيزي
سأحاول في هذه المشورات البسيطة طرح مجموعة من الأفكار عن العلم والإيمان لعلها تساعدنا لنفهم ولو شيئاً بسيطاً عما يجول في أعماقنا !
علينا أن نكون منفتحين على أسئلتنا وأن لا نخاف منها ؟ نتجرأ أن نطرح جميع الأفكار بهدوء وتأني وألا ننصدم مع البعض أو مع أنفسنا إذا اكتشفنا زواية أخرى تنير حياتنا !