الأزمة العاطفية لجيل الألفية الثانية ( الجزء الاول)
يعاني جيل الألفية الثانية، أو ما يُعرف بجيل الجيل Z، من أزمات عاطفية بمعدلات متزايدة تثير القلق. هذا الجيل، المولود ما بين منتصف التسعينات وأوائل العقد الثاني من الألفية الجديدة، واجه تحديات فريدة من نوعها تفرض عليهم ضغوطاً استثنائية. مع ارتفاع نسب القلق والاكتئاب وسوء استخدام المواد، أصبحت الحاجة إلى التدخل النفسي والعلاجي أمرا لا مفر منه.
- يواجه جيل الألفية الثانية ضغوطًا كبيرة بسبب التغييرات السريعة في التكنولوجيا، وديناميكيات العمل الجديدة، والمنافسة الأكاديمية الشديدة.
- زادت شعورية التواصل الاجتماعي مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثر على الصحة النفسية للشباب.
- كثيرا ما يعتبر الأمان المالي وتحقيق النجاح الشخصي هاجسًا لهذا الجيل، مما يسبب ضغطاً نفسياً مضاعفاً.
- يعاني جيل الألفية الثانية كذلك من ضغوط الصورة الذاتية والجسمانية، و غالباً ما يتم تعزيزها بسبب المعايير غير الواقعية التي تُروج عبر الإعلام.
إن الصحفية Abigail Shrier تقدم رؤية تحليلية حول مشاكل القلق التي يواجهها هذا الجيل، مقترحة أن العلاج التقليدي قد لا يكون دائمًا الحل المثالي. تشير إلى أنه في حين أن العلاج يمكن أن يكون مفيداً، هناك حاجة إلى تدخلات أوسع وأكثر شمولية تعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة العاطفية.
من هي أبيجيل شراير Abigail Shrier وما هي أطروحتها حول قضايا القلق عند الجيل Z؟
أبيجيل شراير صحفية أمريكية مشهورة، ومؤلفة كتاب “Irreversible Damage: The Transgender Craze Seducing Our Daughters” الذي أثار جدلاً كبيرًا حول موضوع النوع الاجتماعي والشباب. تعرف بتناولها للموضوعات المثيرة للجدل بعمق وموضوعية، وقد توسعت في دراسة القضايا التي تؤثر على الجيل Z بصفة خاصة.
تتطرق أبيجيل شراير في أطروحتها إلى مشكلة القلق المتزايد بين شباب الجيل Z، وتبحث في الأسباب المختلفة التي تسهم في هذا الواقع. من بين الأسباب التي تؤكد عليها شراير:
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: تشير إلى أن هذه الوسائل تخلق ضغطاً اجتماعياً وتوقعات غير واقعية، مما يؤدي إلى شعور متزايد بالنقص وعدم اليقين لدى الشباب.
- التغيرات الثقافية: تقدم شراير نقداً لبعض التغيرات الثقافية التي تعزز، من وجهة نظرها، الضعف وابتعاد الشباب عن مواجهة التحديات.
- البحث عن الهوية: ذُكر أن بعض الشباب يعانون من القلق بسبب البحث المستمر عن هوية ومعنى في عالم يبدو متغيراً بشكل مستمر.
شراير تقدم وجهة نظر تتساءل فيها عما إذا كانت الحلول التقليدية، مثل العلاج النفسي، دائماً ما تكون فعالة في التعامل مع قضايا القلق هذه. تشير إلى أن هناك حاجة لفهم أعمق للعوامل المؤثرة ولأنواع الدعم التي يحتاجها الشباب اليوم لتجاوز هذه التحديات. وهكذا، تسعى شراير لإثارة نقاش حول الإجراءات المتبعة وكيفية تحسينها لخدمة الجيل Z بشكل أفضل.
البحث عن أسباب ارتفاع معدلات القلق بين جيل الألفية الثانية
جيل الألفية الثانية، المعروف أيضًا باسم جيل الألفين (Gen Z)، يكافح مع مستويات قلقٍ مرتفعة بشكل غير مسبوق، مقارنةً بالأجيال السابقة. تُشير الباحثة الصحفية أبيغيل شراير إلى جملة من الأسباب والعوامل التي قد تفسر هذه الظاهرة:
- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يُعد مصدر قلق وضغط نفسي للكثير من شباب هذا الجيل، حيث تسوده ثقافة المقارنة والتنافس على الاهتمام والشعبية.
- التوقعات العالية والمنافسة الشديدة: سواء كان ذلك في مجال التعليم أو سوق العمل، ترتفع الضغوط الملقاة على عاتق شباب الجيل الجديد مع زيادة التوقعات الأكاديمية والمهنية.
- تغيرات البيئة والاقتصاد: الشعور بعدم اليقين بالمستقبل بسبب التقلبات الاقتصادية والمشاكل البيئية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى القلق.
- تغير الدور الأسري والمجتمعي: التحولات في الأدوار التقليدية للأسرة والمجتمع قد ساهمت في إضافة طبقة أخرى من الضغوط، خصوصًا مع تلاشي النماذج والقوالب الجامدة للسلوك.
يُمكن القول بأن معالجة مشكلة القلق في جيل الألفية الثانية تتطلب نهجًا شموليًا يراعي هذه العوامل المتشابكة ويعمل على تخفيف الضغوط التي يتعرض لها الشباب في حياتهم اليومية.
الثقافة الرقمية والتأثير الاجتماعي كعوامل لتزايد الضغوط النفسية
تقود الثقافة الرقمية العصر الحديث، ومعها تتزايد التأثيرات الاجتماعية التي تفرض ضغوطًا نفسية جديدة، خاصةً على جيل الألفية الجديد.
- مستويات التواصل غير المسبوقة عبر منصات التواصل الاجتماعي تعزز مقارنة الذات بالآخرين بشكل مستمر، مما يؤدي إلى زيادة الشعور بعدم الكفاءة وانعدام الأمان الشخصي.
- إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي المستمرة تضع معايير غير واقعية للنجاح والسعادة، مما يؤدي إلى الشعور الدائم بعدم الرضا.
- الحاجة الملحة للحصول على إعجابات وتعليقات تزيد من الضغط النفسي على الأفراد للظهور بصورة مثالية.
- الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية يقلل من الوقت المخصص للتفاعلات الشخصية وهو ما يمكن أن يضعف مهارات التواصل الاجتماعي.
- توجد مخاوف من الخصوصية والأمان الرقمي مما يؤدي إلى قلق مستمر بشأن الهوية الشخصية والمعلومات الشخصية.
على الرغم من هذه التحديات، فإن الوعي بتأثير الثقافة الرقمية والإستراتيجيات السليمة لإدارة الوقت وتحديد الأولويات يُعتبر خطوة مهمة لتقليل هذه الضغوط النفسية. يجب توجيه الجهود نحو تعلم التكيف مع هذه البيئة دون أن تستهلك حياتنا اليومية وصحتنا النفسية.