العلاقة مع “شبح الشاشات”: هل أنت ضحيّةُ لوهمٍ إلكتروني؟
- نشر بواسطة دكتور مازن نوئيل
- التصنيفات الشخصيات
- التاريخ 17 ديسمبر، 2024
محتوى المقالة
هل أنت ضحيّةُ لوهمٍ إلكتروني؟
هذه العلاقة ليست إلا تعلقًا بالهواء.. بالفراغ. وغالبًا، يكون هذا الفراغ إلكترونيًا. رأيت الكثير ممن يخوضون علاقات حب أو صداقة عبر الإنترنت مع أشخاص لم يلتقوا بهم يومًا. بعضها يكون لطيفًا وممتعًا، لكن هذا النوع من العلاقات يحمل مشكلة كبيرة تكمن في جوهره.
المشكلة أنك في هذه العلاقة تضع توقعات وصفات على الطرف الآخر ليست حقيقته، بل هي من خيالك. تبني له شخصية تكمّل ما ينقصك، تضيف إليه ما تتمنى أن يكون، وفي كثير من الأحيان، تكون الحقيقة مختلفة تمامًا، وربما عكس ما تخيلته.
والأصعب أن يعجب الطرف الآخر بهذه الصورة التي رسمتها له، فيقرر أن يتقمصها أمامك. وهنا، تجد نفسك في علاقة مع نسخة من خيالك، وليس مع شخص حقيقي.
لكن الكارثة الأعظم تحدث عندما يقوم الطرفان بذلك. هو يراك من خلال الصورة التي بناها في عقله، وأنت تتعامل معه وفقًا للخيال الذي رسمته له. وفي الواقع، كلاكما في علاقة مع الفراغ، مع اللاشيء.
هذه العلاقات مليئة بالعمى العاطفي. عمرها قصير، وإن طالت دون أن يكتشف الطرفان حقيقتيهما، تصبح مؤذية بشكل لا يُحتمل.
تخيّل عبث هذه المهزلة حين تطول مدّتها، ويعلو فيها صوت الوهم على صوت العقل، لتصل في النهاية إلى لحظة الاصطدام بالواقع. هنا تتهاوى الأقنعة، وتنكشف الوجوه على حقيقتها. وما ينكشف قد يكون صادمًا، فقد تجد نفسك واقفًا أمام شخص لا يمتّ بصلةٍ إلى الصورة التي بنيتها في ذهنك. إنّها صدمةُ الإدراك حين ينفجر بالون الخيال، ويتركك تائهًا بين حطام الصور التي صنعتها أنت بيديك.
النصيحة بسيطة، لكنّها حاسمة: إن وجدت نفسك متورّطًا في علاقة إلكترونية تفتقر إلى جذور الواقع، فإمّا أن تجازف وتكشف الحقيقة، أو أن تغادر قبل أن تخسر قلبك بين حروفٍ زائفة.
لا تتردّد في الهروب من “شبح الشاشات” إن شعرت بأنّك تهوي نحو فراغٍ لا قرار له. الحقيقة وحدها هي المنجاة من شرك الوهم، فإمّا أن تفتح عينَيك على ما وراء القناع، أو تترك خلفك كلّ ظلال الخيال وتنقذ نفسك من عالمٍ تتقاطع فيه الأكاذيب مع الرغبات في رقصةٍ سوداء بلا نهاية.
الحقيقة الواضحة؟ أن العلاقة التي لا ترى فيها الشخص كما هو، بل كما تريد، ليست إلا وهمًا سيزول بمجرد أن تواجه الحقيقة.
سلام ومحبة
د. مازن نوئيل
حجز موعد استشارة اونلاين
يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مع دكتور مازن
اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار