إنسانية بلا حدود
- نشر بواسطة دكتور مازن نوئيل
- التصنيفات التأملات
- التاريخ 19 نوفمبر، 2024
محتوى المقالة
إنسانية بلا حدود
كيف يمكن أن يتحد البشر من مختلف الأديان والأعراق في سبيل إنقاذ حياة إنسان، بينما يقف البعض خلف جدران التعصب باسم المحبة والإيمان؟
في قلب الإنسانية، يتجلى النور الصادق حين تتلاقى قلوب من جنسيات وأعراق مختلفة، متحدةً بهدف نبيل: إنقاذ حياة. مشاهد من المستشفيات وغرف العمليات تحكي قصصاً ملهمة؛ أطباء وممرضون من خلفيات شتى، يجتمعون على شرف مداواة الجراح، متحررين من قيود الدين والعرق واللغة، متحلين فقط بروحٍ واحدة ترنو إلى كرامة الإنسان وقيمته.
يظهر هذا المشهد درساً عظيماً لمجتمعاتنا، حيث ينادي رجال الدين بالتواضع والمحبة والقبول، ولكن للأسف نرى في بعض الأحيان أن تلك الدعوات تتلاشى في فوضى التحيزات الدينية والتمييزات العقائدية. يردد البعض شعارات المحبة والتعاطف، بينما في الواقع يضعون حدوداً بين الناس، تفصلهم عن قلوب من يختلفون عنهم. وهنا يكمن التناقض، بين ما يُعلَن وبين ما يُمارس.
كيف يمكن أن ندّعي الإيمان والمحبة، بينما نبني الأسوار بيننا وبين الآخر لمجرد اختلافه عنا؟ كيف نتحدث عن القبول بينما نملي شروطه في قوالب ضيقة؟
هنا يأتي دور العاملين في الحقل الطبي ليعطونا درساً لا يُنسى في عمق الإنسانية. فهم يرون الإنسان أولاً، قبل أي انتماء أو عقيدة. يرونه كأمانة، قُدست من الله لتكون محط احترامنا وموضع رعايتنا. يدركون أن المحبة الحقيقية هي ما يُمكّنهم من العمل بلا تمييز، من خدمة من يحتاج إليهم، وأن الله منحهم هذه الأمانة ليحملوها بصدق ونبل.
إن الله، الذي أحبنا جميعاً بدون قيد أو شرط، وضع لنا هذا الحب كقدوة؛ الحب الذي لا يعترف بالحدود أو التصنيفات. ومن هذا الحب نتعلم أن علينا أن ننظر للآخر بعيون الرحمة والرأفة، ونتحرر من كل تمييز وتعصب صنعناه بأنفسنا. فالرحمة ليست شعارات نطلقها، بل أفعال حقيقية تفيض بالأمل، تعزز معنى التضامن وتزرع بذور الأمل والشفاء.
فالمحبة الحقّة هي القوة التي تدفعنا للوقوف معاً، متحدين أمام كل تحدٍ، لنصون حياة الإنسان، ونتذكر أن وجودنا أجمل وأغنى بتنوعنا، وأن أعظم ما لدينا هو إنسانيتنا المشتركة التي تتجاوز كل اختلاف.
فالمحبة ليست كلمات نلقيها في مناسباتنا، بل هي أفعال حقيقية تفيض بالأمل والتعاطف، تدفعنا أن نقف يداً بيد لنواجه التحديات وننقذ حياة بعضنا البعض.
تذكر أن الحياة أغلى من كل اختلاف، وأن الإنسان هو أثمن ما خلقه الله.
سلام ومحبة
د. مازن نوئيل
حجز موعد استشارة اونلاين مجانية
يمكنك من هنا حجز استشارة اونلاين مجانية مع دكتور مازن
اذا كانت الاستشارة للمرة الاولى ف يمكنكم التواصل من خلال الواتس اب للحجز والاستفسار