سر الزواج (٥)
أنهيت المقالة رقم ٤ ب ” جوهر الزواج يكمن في إعلان ملكوت السماء لا في إعلان كنوز الأرض ”
ما معنى هذا الكلام ؟ دعونا نتحدث عن قضية الإعلان ثم في المقالات القادمة عن ملكوت السماء وكنوز الأرض.
اليوم حين ندخل إلى أي مركز للتسوق نشاهد فيه الإعلانات في كل زاوية ، حيث كل منتج يعلن عن نفسه بالطريقة التي يستطيع أن يجلب له أكبر عدد من المستهلكين. تعال فقط تمتع واشتري ، بل قد تحصل على ثلاثة أو أربعة بسعر اثنين. تعال فقط ! كثيراً ما نسقط في هذا الفخ لا نعرف المنتج ومكوناته لكن فقط لكون الإعلان كان جذاباً.
اليوم وفي عالمنا يأخذ الإعلان حيز كبير في جميع المجالات حتى في الزواج ! فهناك برامج تلفزيونية يلتقي فيها الأشخاص ليتعاشروا على الهواء أحياناً تحت اسم العائلة.
الزواج ليس منتج فيه أحد الطرفين مُنتِج والآخر مستهلِك حاله حال المنتجات في الأسواق فيرمي الطرف المستهلك الآخر كون صلاحيته انتهت.
الزواج سر وفي عمق السر يُعلن ما لا يمتلكه العالم. ماذا يعني هذا ؟
في الزواج علينا أن نُعلن كل يوم الحب و الغفران. هذا ليس سهلاً ! لكن إذا كان الطرفين مقتنعين بأن الاثنين مشتركين في خلق تاريخ مشترك ، تاريخ يبدأ من الزواج ولا ينتهي ! تاريخ مملوء بالمثابرة في جميع الأوقات الصعبة ، الجميلة والحزينة. لأنه في هذا التاريخ يندمج إيمان الطرفين ويلمسان مع بعضهما ثوب يسوع مثل المرأة النازفة ليشفي مشقة الطريق ويعيشان حياة أبدية في يسوع المسيح.
هذا الأمر قد يستمر العمر كله ،
نتعلم نقاط ضعف وقوة الآخر
نتعلم متى نتحدث ومتى علينا أن نسكت
نتعلم متى نناقش ومتى نصلي
نتعلم متى نبكي ومتى نضحك
نتعلم ونتعلم ! أكرر في الزواج نتعلم ولا نُعلّم الآخر بمعنى أن نعيش حياة التلميذ وليس المعلم مع الآخر. يبقى المعلم هو واحد يسوع المسيح.
مع الأيام تتجلى حقيقة مشتركة بين الطرفين “حب إلهي حقيقي” يختلف عن ذاك الحب الذي نبدأ به الزواج. إنه حب يظهر فيه وجه الله واضحاً بين الطرفين.
علينا أن نعلن هذه الحقائق وألا نكون كما يطلبه العالم منها من إعلان عن منتجات كاذبة، ذات صلاحية قصيرة، وقد تكون سامة وقاتلة.
الله أراد أن يعلن عن صورته فخلق الإنسان
وأراد أن يعلن عن حضوره فتجسد في يسوع
وأن يعلن عن خلاصه فكان يسوع على الصليب فادي البشرية
لكن اللوحة النهائية أعلنت في قيامة المسيح..
المحبة الأبدية أُعلنت في يسوع المسيح